لم يكن شيئاً مميزاً وقوفُ مراهقٍ أمام مِرآةِ غرفته..يتأملُ جسده الذي يكون بِغاية النحف
يُصورهُ لنفسهِ كما لو مفرطُ السمنة.
تحسس معدته بإحدى يديه،مسح عليها بخشونه قبل أن يغلق ازرةَ قميصه ناصع البياض
متحاشياً النظر لنفسه..
كان ذلك تايهيونغ،الفتى الأكثر غرابةٍ في المدرسة..والفريسة الأكثر شهيةً لمهيمِني التنمر.
حمل حقيبتهُ على كتفه المصاب،والذي لم يُشفى بعد مِن اخرِ ضربةٍ تلقاها في كتفه..
كان الألم لا يُطاق حرفياً..ولكن بالنسبةِ لتايهيونغ،كان ذلك الشعور المِثالي والمفضل للحصول
عليه كإفطارٍ صباحي.
ليسَ إفطاراً حرفياً،منذ أن هذهِ الوجبة ليسَ معترفاً بها في قاموسهِ الشخصي..إنما تعبيراً
لأوضح لكم مدى غرابةَ هذا الفتى.
كَشخصٍ قد إستمر بمراقبتهِ ، لا أستطيع أن ألومهُ على الإطلاق لِما هو عليه..
أعني..مُجرد التفكير بكونهِ يعيش في بيئة محاطه بأشواكٍ حادة يجعلني أتفهم شخصيته.
والدهُ المتملق يعيشُ بجوارِ طليقته -والتي تكون والدةُ تايهيونغ- المُحبةِ للمظاهر..
والتي بالصدفة،وبطريقةٍ ما...هي والدتي أيضاً !!
لا أعلم تحديداً إن كان ذلك يجعل مِنا أشقاء..ولكن أعلم أنني لستُ مستعداً لإن اكون ضحيةً للتنمر بإقترابي مِنه !
قَد أُصبح عرضة للكراهية بقولي لذلك،ولكن..لنفكر بعقلانية فحسب !!
مَن قد يرمي بنفسه في دوامةٍ يصعب الخروج مِنها مِن أجلِ شخصٍ لم يسبق له
محادثته قط؟.
لا داعي لإن نَدعي المِثالية في حين اننا ابعد مِن أن نكون مِثاليين..
كَذلك أنا..لَن أدعي انني الملاكُ اللطيف المحب للعدالة ! وأقفز لإنقاذهِ في كل مرة أراهُ يتعرض للضرب
كالآن تماماً..
أنا فقط،سأمر أمامه..لا داعي لإن اتفرج عليه أو أن اقوم بإلتقاط الصور لنشرها بِداعي السخرية
على الأقل انا لستُ لئيماً
انا فقط...أتجنبُ الدخول فِي المشاكل~
J END -
"هَل أنتَ بخير؟"
سأل ذو الشعر الغرابي بسخرية،في حين إستمر الاخر بإلتزام الصمت كعادتهِ
لم يكن الصمت إجابة مرضية بالنسبةِ له،ليعاود ركل الطريحِ على الأرض بقسوة
"تِسك.."صَر على اسنانه عِندما بدأ الاخر بالأنين بصوتٍ خافت "هذا مُمِل..لِما لا تدافِع عن نفسك؟"
إنحنى بمستوى المنبطح ليجلس القرفصاء،أخرج المصاصه المدورة والتي كان يقلبها داخل فمه
بينما يحادثه "ألا تأتيك تلك الرغبة أحياناً؟..بإن تصرخ في وجهي وأن تلكمني دِفاعاً عن نفسك؟"
صَمت قليلاً منتظراً رد الاخر،إلا انه عبثاً فعل..فلم يُجبه سِوى الصمت
نهض بقهر ليسحب حقيبته من يد احد الفِتية التابعين له،بينما يلقي بماصتهِ بجانب وجه الاخر كنوعٍ من
الإهانة "يبدو بإنك تحب إهانتي لكَ بالفعل..لِدرجة انك تلتزم الصمت في كُل مرةٍ احادثُك فيها !!"
بَصق على الارض بخفه قبل ان يضحك مُضحكاً بقية الحمقى مَعه
"إن كُنت تحبها لتلك الدرجة..لِما لا تلعقُ ما بصقتهُ لأجلك" صمت قليلاً منتظراً ولو رَدة فِعلٍ من
الاخر إلا ان فريسته كانت اذكى بعدم إعطاءه ما يُريد..ليزيد غيضه مكملاً إلقاء الإهانات للاخر
قبل رحيله
"كلبٌ قذر"