يومُ الأحد هُو أكثر يومٍ يمقتهُ الطلابُ وَ الطالباتِ مِن بينِ جميع أيآمِ الإسبوع،خاصة وإن كان
بدايةُ يومٍ درآسي جديد،بعد إجازة قد طآلت وَ طآرت بغتةً بعيداً،إلا أن المُسمى بكيم تايهيونغ يجدُ
هذا اليوم هُو اليومُ الأحبُ إليه،كيف لا..وهو على بعدِ خطواتٍ مِن لقاءِ أكثرِ شخصٍ قد إشتآقِ إليهِ
قلبهُ،إقتحم فصلهُ بشغف وهو يتلفت بسرعه،ليقاطِع حديث الجميعِ بصرآخهِ العآلي حينما وجد مَن يبحث عنه
: إلى أحضانِ هيونغ أيها الشَقي.
لم تمر بضع ثوانٍ،حتى شعر بجسدٍ دافيء يندفع لإحتضانهِ مع الكثير من وبائل الشتائم القذرة،يعيشان في عالمها
الخاص،المُتكون مِنهُما فحسب،مِن كيم تايهيونغ وَ جيون جونغ كوك.
-هل هُما هكذا دائماً؟
سأل أحد الفُضوليين زميلهُ بينما نظرآتهُ مصوبة نحوهما بتعجب،ليجيبه الآخر بلا مُبالاة :
-تجاهَلهُما فحسب إن لَم تُرد أن تقع فِي مشاكلٍ أنتَ في غنى عنها.
-لِما؟
-ذلكَ الأحمق تايهيونغ،يحتجزُ الآخر حد التملك؛قد تتورط معه لمجردِ نظرةٍ عابرة نحو الأصغر
إبتسم بجانبية بينما يكمل النظر بتحدٍ : هذا يبدوا ممتعاً
-لا أظنُ بإنه سيكون كذلك،بعد أن تُصبح فريسة لتايهيونغ.
-بكم تُرآهن عزيزي؟
-على ماذا؟!
-على أن أجعلَ لهَذينِ الإثنينِ نِهاية
-لقد جُننت بـ..
بتر نِهاية حديثة،حينما لمِح نظرات أحدِهم مصوبة نحوه،ليخفض رأسهُ بسرعة وتوتر،ولكنهُ كان قد تأخر بالفعل
-بارك جيمين،إتبعني.
.
نظر إلى عينا الأكبر بإبتسامة صغيرة،عابثاً بتِلك الخصلات المُتمردة التي تسقط على وجنتهِ،كان قد إستحل فخذ
الآخر بحرية بينما يتبادل معهُ النظرآت بصمتٍ مطبق،لا يقطعهُ سوى صوتِ أنفاسهم المستقرة
أغمض عينيه براحة مستمتعاً بتلك اللمسآت فوقَ شعرهِ،متجاهلاً الهَمسآت التي تدور حولهما.
إلتقطت إذنه حديث أحد الفَتيات عن الأكبر بسوء ليتهجم وجهه،نهض مِن حضن الأكبر
بإنزعاج،ليتمتم بضجر : يالهم مِن مُزعجين
-هَل تُريد مِني أن أُصمتهم؟
-كلا،عِوضاً عن ذلك دعنا نهرب مِن هذهِ الحصصِ المُمِلة.
إبتسم لهُ الآخر بلطف وهو ينهض : إلى أين ترغب أن نذهب؟
جونغكوك : لنتسلى قليلاً
.
أمسك هاتفهِ بكلتا يديهِ،بينما يجول بعينيه منتظراً أحدهم،إستمر بالإبتلاع بتوتر بينما يلعن تِلك التي تأخرت
بداخلهِ،ولم تطل لعناتهُ كثيراً فقد أقبلت تركضُ نحوه بسرعة،بينما تستمر بالإعتذار ببلاهه
ليتحدث الفتى القصير بغضب مكبوت : نونا،أنتِ تعلمين أنهُ اليوم الأولُ لي!
لتُجيب تِلك الأخرى بأنفاس غير منتظمه أثر جَريها السَريع : أنا آسفة حقاً جو،لقد أطلتُ السهر ليلـ-...
صمتت قليلاً،لتُكمل بقليلٍ من الشَك : إنتظر قليلاً..أنتَ لم تحضر الحصةَ الأولى،أليس كذلك؟
نفى بهدوء،لتنهال عليه بإنفعال : لِما لم تفعل؟،لقد بدأت الحِصة بالفعل !
عبس بلطف ليهمس : أنتِ تعلمين انني لا أحبذ البَقاء وحيداً
-ولكنكَ تعلم أنني أكبرُ مِنكَ سِناً جو،أي أنني لن أكونَ معكَ بذآتِ الصف،يجبُ عليكَ الإعتياد على هذا !
جو : لنؤجل حديثنا لما بعد نونا،ألن تأخذيني في جولة حول المدرسة؟
أمسكت بيديه بلطف،بينما تنظر إلى عينيه مبآشرة : جو،إسمعني..!
تنهد وهو يسحب يديه ببطء مقاطعًا حديثها: أنا أعلم بالفعل،أنهُ يجب علي أن أتخطى ما حدث..وأن أنخرط مَع الآخرين
-حسناً أنت تعلم حقاً..اوه واللعنة أنا لا أحب الحديث عن هذا الأمر،هل تناولت إفطارك؟،دعنا نذهب
أمسكت يدهُ مُجدداً،بينما تخلخل أصابعها لتتشابك مع أصآبعهِ المُرتجفة،تعمدت التوقف عن الحديث،حينما لمحت الدموع التي
تجمعت في طرف عينيه،مُنذرة عن سقوط دموعهِ الثمينة والتي تؤلم قَلبها.
أرجحت يديهما معاً،بينما تبتسم لهُ،كما لو أنها تُخبره "أنا بِجآنبكَ"،غافلة عن ذلكَ الشخص الذي اوجعتهُ بفعلتِها هذهِ
أغمض عينيه مُدعياً عدم الإهتمام حينما عبرت مِن أمامهِ وهي تتحدث بسعادة مع اللعين -كما أسماهُ- بِجانبها.
تنفس بصعوبة،وهو يستنشق رائحة عطرها المُنتشرة،الفراولة وَ النعناع..تماماً كَما تُحبها وَكما يُسكره
بقي ينظر لظهرها بفراغ،حتى شعر بأحدهم ينكز كتفهُ بسخرية : توقف يا رجل،لو كآنت النظرآتُ تقتل لكانَ ذلك الصعلوك
الصغير في عدادِ الموتى !
-لستُ في مزاجٍ لتفاهتكَ نامجون.
تحدث نامجون بجدية : إلى متى ستبقى هكذا هيونغبين؟،أنا لا أرى بِها ما يُميزها عن أيةِ فتاة أخرى!،إن أردت
فسأجلب لكَ اجملَ الفـ..
صرخ عليه هيونغبين بغيض : أنا لا أُريدُ غيرها نامجون !
-أخفض صوتكَ أنت مُزعج
إلتفت ناحية الصوت الخشن،ليجد تايهيونغ المُستند على جذع الشجرة،بينما يعبث بشعر الأصغر النائم
على فخذهِ براحة،ليكمل حديثه بهمس بعد أن إطمأن أن الآخر لم يستيقظ : إنهُ نائم !